دليل المغترب

نزوة عابرة تودي بك إلى الهاوية

يقرأ في أقل من 3 دقائق

في هذا المقال ستقرؤون ماهو غير مؤلوف في موقعنا. فقد تعودتم علينا أن نحدثكم عن الأمور الإدارية في فرنسا. لكن اليوم الموضوع مختلف وهدفه توعية الناس. فالقصة اليوم حقيقية وبطلها عربي الجنسية وحفاظا على الحرية الشخصية سنذكر اسما وهميا (عريف). للأسف ونحن نستعرض قصته سنتحسر، نحن وأنتم، على ما أصابه وعلى نهايته المأساوية. لذلك اخترنا هذا العنوان الصادم: نزوة عابرة تودي بك إلى الهاوية.

كل واحد فينا يمكن أن يتعرض لهذه المواقف. إذ أن يوسف عليه السلام من قبل-وهو من هو-تعرض لهذه الفتنة. لولا أن ربه هداه لوقع في المحظور.

بطل قصتنا كما يذكر هو على الرغم من انفصاله عن الواقع وكلماته غير الموزونة أنه حافظ لكتاب الله. في الحقيقة قد تجد كثيرا من الآيات في ثنايا أحاديثه المتناثرة وغير المترابطة.

بدأت قصته مع وصوله إلى فرنسا وصراع الثقافات الداخلي الذي يحصل لكثير منا عندما تتغير البيئة والثقافة المعتادة. فبين الاكتشاف والانكماش يخوض المرء حروبا مع نفسه وفي النهاية قد تزل قدمه عند أول اختبار.

فمثلا بالنسبة للشباب تعتبر المراقص الليلية -الديسكوتيك- تجربة فريدة من نوعها واستكشافها لمرة واحدة لاضير فيه فهو مسيطر على الأمور. فعريف، بطل قصتنا، يقسم أنه لم يزر هذه المراقص إلا مرتين خلال العشر السنوات التي يقطن فيها في فرنسا. ثم تجده يجول مخافر الشرطة من مدينة إلى أخرى وفي كل يوم شكوى جديدة وقصة أليمة. فبعد أن كان يعمل في وظيفة محترمة أصبح دون مأوى. ومن بيت جميل مرتب إلى بيت كبير بلاسقف، يفترش الأرض ويلتحف السماء. من شاب واع ملتزم إلى شاب مدمن على الخمر. ننتيجة لذلك فقد الأهلية وتم تعيين وصي له يتحكم بمصروفه.

الخبر الصاعقة

تارة تجده متزنا وتارة يهلوس بطلاسم غير مفهومة. تعجب من سلوكه ولاتفهم ما أصابه ولايحق لك كمترجم أن تسأل عن سبب مرضه. ثم يوما ما يتواصل معك طبيب في المشفى ليطلب منك أن تترجم بعض العبارات لعريف. كان في الحقيقة يريد أن يقنعه بأن يبقى في المشفى للخضوع لبعض الفحوصات الدورية الضرورية. لكن عريف كان يرفض بشدة ويريد أن يخرج وحاول الهرب أكثر من مرة. في كل مرة كان يصل للبوابة يكتشف أنهم خبؤوا حذائه فيعود ويطلب أغراضه للمغادرة. وفي معرض الحديث يخبرني الطبيب دون قصد أن عريف مصاب بمرض الإيدز وعليه أن يبقى. هنا ينزل علي الخبر كالصاعقة وكأني أنا المصاب. ياه، ماهذه الحياة البائسة هرب من حروب بلاده ليقع في حروبه وصراعه مع المرض. نزوة عابرة في ديسكوتيك أودت به إلى هذه الهاوية.

الحقد وحب العدوى

للأسف بعض المصابات بالإيدز نتيجة مرضهم يحقدن على الآخرين ويتمنين أن يصاب كل العالم بهذا المرض. فيذهبن إلى كل الملاهي الليلية ويحاولن إغواء كل من يمروا في طريقهن ومجانا فقط لينقلن المرض لهم.

عريف كان أحد هذه الضحايا. طبعا المسؤولية الكبرى تقع عليه وهو من سيتحمل تبيعات هذا المرض. لكن كلما تبحرت في كلماته التي تتقاذفها أمواج بحر هائجا فلاتفهم منها شيء تكاد تبكي من قهرك. لذلك لاتترك حياتك لتجارب الآخرين واكتشافك للحياة لايمر بمراقص اللهو والعبث. ٩٠٪ ممن تعلموا التدخين كانت أعمارهم صغيرة وحاولوا اكتشاف هذا العالم ثم غرقوا فيه. وهنا تقع المسؤولية على الأهل في كان الشخص قاصرا. فترك الحبل على الغارب للابناء من باب الحرية وقوة الشخصية ليس دائما هو الحل الأمثل. مراقبة الأبوين وخصوصا للتقنيات التي يستخدمها الأولادر أصبحت أولوية ملحة وتسد كثيرا من الثغرات والهاويات على أولادنا. أترك لكم تطبيقا مهما يراقب استخدام شبابنا اليافعين لأجهزتهم الرقمية ويحدد لهم الساعات والبرامج التي يمكن متابعتها.

هنا التطبيق

في الختام، إنك لاتهدي من أحببت إن الله يهدي من يشاء. لكن نحن مهمتنا أن نسعى لأن يكون أبناؤنا ومن نحب في أفضل حال ونبذل في ذلك الغالي والرخيص. نتمنى كذلك لعريف بالشفاء والعافية وأن يتوب الله عليه.