الفهرس
أحب أن أنوه قبل البدء بهذا المقال أننا لانشجع بأي حال من الأحوال القروض بفائدة. فهذا يتعارض مع سياسة الموقع وخطه التحريري فننصحك بالتوجه للقروض بدون فائدة. المقال يسلط الضوء على المعايير الأوربية لهدفين: الأول، تعريف المهتمين العرب بالأمور الاقتصادية والمالية على سياسة البنوك الأوربية. الثاني، يتلخص بتعريف المستثمرين العرب بمعايير البنوك الأوربية لمنح القروض حتى لايبنوا آمالا كبيرة على هذه البنوك أو القروض.
طبعا المعيار الأساسي والرئيسي للبنوك حتى يقوموا بإقراضك هو ضمانهم الحتمي باستطاعتك رد هذا المبلغ. إذا ماهي المعايير الأخرى للبنوك؟
معايير البنوك الأكثر أهمية
سنرتب هذا المعايير حسب الأهمية. طبعا قد يكون هناك معايير أخرى لكننا سنسلط الضوء فقط على المعايير الأكثر أهمية من خلال قراءتنا ومقارتنا لبعض المقالات في هذا السياق.
المعيار الأول: عبء مديونية معقول
يحسب هذا العبء على الشكل التالي: قسط البنك الشهري*100 مقسوما على راتبك أو دخلك الشهري. لنفترض أن القسط الشهري هو 500 يورو ودخلك هو 1400 يورو وفقا للحساب السابق (500*100)/1400= 35% هنا يمكن للبنك أن يعتبر أن عبء المديونة تجاوز حاجز 33% وبالتالي يمكن أن لايوافق على القرض. لكن هناك حسبة أخرى يعتمد فيها على مصروفك الشهري، فإذا تجاوز مصروفك 35% من دخلك فهذا يشكل عقبة لدى البنك ويعتبر أن عبء المديونية غير معقول.
المعيار الثاني: مشاركتك الشخصية في المشروع
كلما ارتفعت حصتك أو مساهمتك في المشروع المقترح للبنك للحصول على تمويل أو قرض، كلما زادتك فرصتك في الحصول على القرض. على سبيل المثال، كلفت مشروعك التقديرية تقدر ب 100000 يورو وكانت مساهمتك ب 75000 يورو لن يتردد البنك في إقراضك. لكن إن كان إسهامك ب 10000 يورو فإن البنك سيأخذ احتياطات أكثر وسيدرس ملفك أكثر من نواحية أخرى.
المعيار الثالث: مدة القرض
كلما زادت مدة القرض كلما أخذ البنك تدابير احترازية أكثر وفتش في معايير أخرى من قبيل وظيفتك وعقد التوظيف هل هو دائم أم مؤقت. لأن زيادة المدة تعني إمكانية فقد عملك على المدى الطويل أو تعرضك لأزمات أخرى.
المعيار الرابع: الحالة المهنية
عندما يكون عقدك دائم ولديك قدم في نفس الشركة يتجاوز 3 سنوات هذا يعني أن حالتك المهنية مستقرة. أما إن كان عقدك مؤقت أو تعمل بشركة ذاتية لوحدك أو عقد صغير فهذا يدل على تقلب حالتك وبالتالي البنك سيغامر بنقوده معك لذلك سيرفض طلبك.
المعيار الخامس: العمر
هناك أفضلية لمن عمرهم يتراوح بين الثلاثين والأربعين. لن يغامر البنك في منح قرض لشخص على اعتاب سن التقاعد فأولا سينخفض راتبه وثانيا ممكن ان تتدهور صحته ويموت لاقدر الله. وهنا لايحب البنك أن يدخل في مغامرات وجولات مارثونية مع شركات التأمين على الحياة ومصاريف المحامين والمحاكم فالبنوك يحبون الكسب بدون عناء.
المعيار السادس: حالتك الصحية
سيطلب البنك منك أن تشترك بتأمين للقرض في حال تعثرت بالدفع سيغطي التأمين بعض الدفعات. هذا النوع من التأمين سيطلب منك الإجابة على استبيان صحي قبل قبولك. يتضمن هذا الاستبيان أسئلة عن حالتك الصحية والأمراض التي تعاني منها وهل هناك أمراض مزمنة عند الأجداد، إلخ. كل هذا حتى يتأكد أنك بصحة جيدة واحتمال “موتك” لا قدر الله ضعيف. في حال كنت تعاني من أمراض خطيرة لن تقبل شركة التأمين طلبك وبالتالي سيرفض البنك طلبك أيضا.
المعيار السابع والأخير: العجز عن السداد في قروض سابقة
هناك ماسمى FICP ملف سوابق التخلف عن سداد القروض للأشخاص ويمكن لكل البنوك الاطلاع على هذه القائمة. ففي حال كان لديك قرض سابق وتخلفت عن السداد أو أنك وقعت في عجز كامل عن السداد كل ذلك سيظر للنك وسيرفض التعامل معك بشكل قطعي.
تعتبر معايير البنوك الأوربية لمنح القروض واحدة في أغلب الدول الأوربية وخصوصا بمايخص القروض بهدف شراء منزل. طبعا في فرنسا هناك قرض بدون فوائد لمن يريد أن يشتري منزلا يمكن الاطلاع على مقالنا بهذا الخصوص.
دكتوراه في طرائق تدريس الرياضيات من جامعة نانت الفرنسية وعملت في عدة جامعات فرنسية وعربية. مبرمج ومطور ومحلل بيانات أحب السفر والانفورماتيك.