دليل المغترب

مطاعم بقايا طعام
يقرأ في: 2 دقائق

مطاعم فرنسا مشهورة بأناقتها ورقيها، وهو ما يجعل القرار الجديد صعبًا بعض الشيء!

قد تكون عادة متعارف عليها وتمارس بشكل طبيعي في الدول العربية، ولكن أن تطلب بقايا طعامك لتأخذها معك إلى المنزل، هو أمر يبدو مهينًا وغير لائق في مطاعم فرنسا. على الرغم من ذلك يبدو أن مقترح “le doggy bag”  سيطبق بقوة القانون وبشكل إلزامي!

ما هي أكياس بقايا الطعام؟ وكيف تقولها بالفرنسية؟ ستعرف هذا وأكثر في السطور التالية، فتابعنا!

ما هي الـ “Doggy Bag”؟

اسمها يعني باللغة الإنجليزية “أكياس بقايا الطعام لإطعام الكلب”، وهو بالتأكيد ليس جذابًا للغاية للوهلة الأولى. ومع ذلك، فإن هذه الأكياس تسمح للعملاء المغادرة مع بقايا الطعام الذي قاموا بدفع ثمنه بالفعل، وهي طريقة فعالة لمحاربة هدر الطعام.

المشكلة الآن كيف يمكن تطبيقه في مطاعم فرنسا؟!

من مقترح إلى إجراء إلزامي في مطاعم فرنسا

بعد أن تم اقتراحه في بداية العام 2022، لم تجد الحكومة سوى جعله قرارًا إلزاميًا على مطاعم فرنسا التي لم تُبد أي مبادرة لتطبيقه حتى الآن.

وضع القرار حيز التنفيذ اعتبارًا من بداية يوليو الذي أوشك على الانتهاء، وينص على التزام كل المطاعم بتقديم أوعية قابلة لإعادة الاستخدام أو قابلة لإعادة التدوير لعملائهم حتى يتمكنوا من تناول بقايا الطعام بعد الوجبة.

اعرف كيف تبدأ مشروع عربة طعام متنقلة في فرنسا، من هنا!

بخل أم وقاحة .. لماذا يرفضه الفرنسيون؟

لا نُخفيك خبرًا، أنه مايزال الطلب على أكياس بقايا الطعام، قليلًا جدًا بل يكاد يكون منعدمًا في مطاعم فرنسا. 

The doggy bag هي بالفعل شائعة ومعروفة في الولايات المتحدة و آسيا، ناهيك عن كونها أمرًا عاديًا في الدول العربية، مع ذلك تحجم المطاعم الفرنسية عنها. يزعم البعض أن الرفض بسبب افتقارها المفترض إلى النظافة، ولكن الحقيقة هو أنها عادة غريبة على الثقافة الفرنسية.

وفقًا لاستطلاع YouGov لعام 2014، فإن 15.1% من الفرنسيين المشاركين، يرون طلب “أكياس بقايا الطعام” فعل “بخيل”. بينما اعتبره 11.1٪ تصرفًا وقحًا، وشعر 5.1٪ من المشاركين، أنه أمر غير صحي. أخيرًا ، اعتبر 33.8٪ منهم أن هذه الممارسة ببساطة غير مجدية.

هل الاسم جزء من المشكلة؟!

على ما يبدو ، الاسم جزء من المشكلة. على الرغم من أنهم يحبون كلابهم، لا يبدو أن الفرنسيين يحبون “le sac à toutou” وهي الترجمة الحرفية لـ “doggy bag”. خاصة أن البقايا لن تذهب حيواناتهم الأليفة، بل يجب أن يتناولوها بأنفسهم!

بالنظر إلى المقالات الصحفية التي تناولت هذا الموضوع، يبدو أنهم أجمعوا على تسميتها  “le doggy bag”،  فاستخدام “le” يضع اللمسة الفرنسية على المسمى الأمريكي ولكنه لا يحل المشكلة!

على الجانب الآخر، يبدو أن الحكومة قررت استخدام “Le Gourmet Bag” أي “أكياس الذواقة”، وهو ألطف بالتأكيد.

ماذا يوجد في نصف الكوب الممتلئ؟

إذا قررنا النظر إلى الجانب الإيجابي، متغاضين بذلك عن الثقافة والآراء الفرنسية السابق ذكرها، وأيضًا أزمة المسمى، فإن هذا القرار قد يوفر الكثير من الطعام المهدر حقًا.

وفقًا لصحيفة The Telegraph الإنجليزية، فإن التقرير الذي تم وضعه في أبريل 2015 عن تكاليف الطعام المهدرة، خلص إلى أن الطعام المهدر يكلف الأسرة الفرنسية المتوسطة 400 يورو سنويًا، وتصل تكلفة الدولة إلى 20 مليار يورو.

ألا يبدو الأمر محزنًا؟!

إذًا، هل ستصبح “أكياس بقايا الطعام” عادة فرنسية؟

حتى الآن ، لا يبدو أن الفرنسيين يجرؤون على طلب هذه الأكياس في مطاعم فرنسا ولاسيما الفاخرة منها.

ولكن.. نظرًا لأن هذه الأكياس هي حل واضح لـ مطاعم فرنسا لتقليل هدر الطعام، يمكن للمرء أن يفترض أنهم سيعملون على دعم مبادرة “Le Gourmet Bag” التي أطلقتها الحكومة الفرنسية لدعم قرار الإلزام. أيضًا المطاعم التي تقدم صناديق الوجبات السريعة ستعلق ملصق يحمل العبارة ذاتها على نوافذها.

يبقى الأمر متوقفًا على القدرة على توفير أكياس بقايا الطعام وتقديمها بطريقة مهذبة ومنهجية تتماشى مع الثقافة الفرنسية.

شاركنا برأيك، هل يجرؤ الفرنسيون على طلب “حقيبة الطعام المتبقي”؟