دليل المغترب

متجر
يقرأ في: 3 دقائق

بالنظر إلى مشاريع المتاجر أو محلات بيع المواد الغذائية المنتشرة في الدول الأوربية تلاحظ عشوائية في العرض والترتيب. فعندما تدخل لتشتري منتجا ترى نفسك تبحث عن إبرة في كومة قش. ثم تجد نفسك مضطرا لسؤال صاحب المتجر عن مكان سلع معينة. قد تقوم بهذا الفعل عدة مرات حتى تتعود على مكانها. أما إن كنت ترتاد عدة محلات فستلاحظ ترتيبا واستراتيجية مختلفة مع أنهم يبيعون تقريبا نفس السلع أو المنتجات. إذا ماهو الضابط لهذه العملية؟ هل هناك استراتيجية ناظمة لهذه الأمور متفق عليها؟ هذا ماستراه في السطور القادمة التي سنسلط فيها الضوء على السياسة الترويجية لبعض المولات الأوربية حتى تكون دليلا لمشروعك.

يمكنك قراءة مقالنا عن كيفية فتح مشروعة بقالة في فرنسا

ملاحظات بسيطة

عندما تشتري من بعض المولات الأوربية مثل كارفور أو ليدل أو غيرها تلاحظ اختلافا جوهريا في سياستها. فمثلا في كارفور هناك تنوعا غريبا وكثرة في الماركات المعروضة على الرفوف. فإن أردت أن تقتح مشروع بقالة في فرنسا، على سبيل المثال، فهل ستعتمد استراتيجية كارفور في التنوع؟ أم أنك ستلجأ لعرض ماركات محدودة قليلة مثل ليدل؟

أسئلة تحضيرية

قبل أن تفكر في فتح متجرك عليك أن تطرح على نفسك بعض الأسئلة. هذه الأسئلة طبعا ستعتمد على مشاهداتك اليومية في المولات الأوربية أو حتى المتاجر العربية. صحيح أنك تتوجه إلى نوعية زبائن مختلفة نوعا ما من حيث الثقافة الغذائية إلا أن هناك طابعا عاما يطبع فكر جميع الزبائن. فالزبون بشكل عام يفكر ببضاعة جيدة وبسعر رخيص. طبعا هناك استثناءات، فمثلا هناك زبائن يشترون من أقرب متجر لأن الوقت عندهم له ثمن. طبعا هذه الجزئية قد لاتنطبق على المواطن العربي الذي يذهب إلى آخر الدنيا ليشتري منتجا رخيصا.

نلاحظ أيضا المتاجر الجديدة تكون لديها بضاعة متنوعة وكثيرة في البداية ثم بعد فترة إذا استمر سيبقى عنده منتج أو منتجان من كل نوع. هنا تعلم من تجربته الشخصية والسلع الأكثر طلبا. بعض الموزعين يعرف البضاعة الأكثر مبيعا ولكن هذا يختلف من جالية لأخرى. كما أن بعض الموزعين يستغل عدم خبرة صاحب المتجر بالسلع الأكثر مبيعا فيعطيه سلعا مختلفة للتجريب فيها. مع تطور العلم هناك طرق حديثة لتحليل البيانات ومعرفة السلع الأكثر.

استراتيجيات المولات الكبيرة

طبعا تتنوع الاستراتيجيات والسياسات حسب الدولة والثقافة التي يوجد فيها المتجر أو المول لكن هناك سمة عامة مشتركة. كما تعتمد الاستراتيجية على السياسة الترويجية للشركة. فمثلا بضاعة الصين غزت العالم نتيجة سياستها القائمة على “بضاعة أرخص وعمر أقصر”. سنسلط الضوء على عدة استراتيجيات كما يلي:

المرافق العامة

بالطبع لاحظت عند دخولك إلى الليدل أنه لاتوجد حمامات عمومية. قد يعتقد البعض أن السبب عائد لصغر حجم المكان. لكن أصلا المكان مصمم ليكون صغيرا بشكل مقصود لعدة أسباب: أجور أو ثمن العقار، أسعار التبريد أو التدفئة، إلى آخره. نتيجة صغر مولات الليدل سياسة الليدل تعتمد على اشتري وأخرج بأسرع وقت ممكن حتى تفسح المكان لغيرك لهذا لاتوجد حمامات لتقوم بعملية الشراء بأسرع وقت ممكن. كما أن بعض مولات الليدل ليس فيها شبكة هواتف جيدة بهدف جعل الزبون يركز على المنتجات وعدم انشغاله بملهيات خارجية. بينما كارفور ولوكليرك تريدك أن تبقى أكبر قدر ممكن وأن تشتري منتجات أكثر لذلك توفر لك كل سبل الراحة.

بطاقات تخفيض العملاء

كما أن الليدل وكارفور أو لوكليرك يطلبون منك في كل مرة أن تطلب بطاقة تخفيض العملاء. يسجل على هذا الكرت أو البطاقة كل المنتجات التي تشتريها وستسمح لهم بان يحللوا عمليات الشراء ويقترحوا عليك المنتج المناسب وكيف يتوجهون لك في الحملات الدعائية. فمثلا عندما لا تشتري منتجا إلا بعد أن ترى تخفيضا عليه ومن ثم يعجبك وتصبح تشتريه بشكل مستمر فهذا مدروس وليس عبثا.

ترتيب الرفوف أو الأقسام

طبعا في الغالب يتم ترتيب الأقسام والرفوف وفقا للأنواع الغذائية فقسم الخضار على حدى وقسم المشروبات كل السلع تكون بجانب بعضها. كما يكون الترتيب بحيث يسهل على الزبون عملية الشراء بسلاسة. هذه السمة العامة ولكن نلاحظ أن الخبز في كارفور ولوكليرك يكون في نهاية المول وهذا المنتج أساسي ويسمى المنتج الجاذب في عالم الماركتينك او الترويج. هو منتج مطلوب كثيرا وأساسي وعادة مايباع بسعر التكلفة بهدف جذب الزبون لشراء منتجات أخرى. فمثلا إذا أردت أن تشتري خبزا من كارفور ستضطر للمرور بين عدة أقسام ويوضع في طريقك بعض العروض بهدف جذبك وزيادة نسبة الشراء. كما أنه يتم عادة تغيير بعض الأقسام من مكان لآخر بهدف كسر الروتين عندك ووضع منتجات جديدة عادة لا تشتريها بهدف لفت انتباهك. هذا علم وعليك أن تدرس بعناية عملية ترتيب منتجاتك في متجرك وليس بشكل عشوائي.

في الختام ابتعد عن التقليد فهو غير متبع هنا ولن ينفع وسياسة أن المتاجر الغذائية تربح ولا تخسر غير صحيحة. فأنت ترى فقط من يربح ولا ترى من ينسحب بهدوء من السوق. عليك دراسة المشروع وتحديد اولوياتك والزبائن الذي ستتوجه إليهم وماهي المنتجات الأكثر مبيعا وابتعد عن التجريب قدر المستطاع لأن هذا المجال ليس جديدا حتى تتعلم فيه. فالسياسة الترويجية لبعض المولات الأوربية التي سلطنا عليها الضوء أعلاه ستعطيك فكرة كافية عن الموضوع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.